وضع داكن
12-02-2025
Logo
العقيدة الإسلامية - الدرس : 33 - معجزات سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 

معجزات سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام:

 

1- معجزة العصا:

أيها الإخوة المؤمنون؛ لازلنا مع معجزات الأنبياء في الدرس الثالث والثلاثين من دروس العقيدة.
تحدثنا في الدرس الماضي عن معجزات سيدنا عيسى عليه السلام، واليوم إلى بعض معجزات سيدنا موسى عليه السلام، فالمعجزة الأولى، انقلاب عصاه حية تسعى، ثم ابتلاعها حبال سحرة فرعون وعصيهم. 

2 ـ سيدنا موسى عليه السلام عندما أدخل يده في جيبه خرجت بيضاء من غير سوء:

 المعجزة الثانية أن سيدنا موسى عليه السلام أدخل يده في جيبه فإذا هي بيضاء من غير سوء، هذا كان لما دخل على فرعون الذي ادّعى الألوهية.
 

الحوار الذي جرى بين سيدنا موسى وفرعون:


جرى بين فرعون وبين سيدنا موسى عليه السلام الحوار التالي، قال تعالى:

﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)﴾

[ سورة الأعراف ]

قال فرعون: 

﴿ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ (29)﴾

[ سورة الشعراء ]

قال موسى:

﴿ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ (30)﴾

[ سورة الشعراء ]

قال فرعون: 

﴿ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (31)﴾

[ سورة الشعراء ]

قال موسى:

﴿ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (32) وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (33)﴾

[ سورة الشعراء ]

 

﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّه﴾ أول كلمة قالها الله تعالى حينما ناجى سيدنا موسى:


يروي بعض المفسرين أنّ الله سبحانه وتعالى في المناجاة قال: 

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)﴾

[ سورة طه ]

أي أول كلمة قالها الله سبحانه وتعالى حينما ناجى سيدنا موسى عليه السلام: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّه﴾ أما أول كلمة نزلت بالوحي على قلب النبي عليه الصلاة:

﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)﴾

[ سورة العلق ]

فما هو السر يا ترى؟ السر أن فرعون قال:

﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24)﴾

[  سورة النازعات  ]

﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)﴾

[ سورة القصص  ]

فكانت أول كلمة ناجى الله بها موسى يا موسى ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ﴾ وليس فرعون، ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾ .
 

تمني سيدنا موسى إطالة الحوار مع الله عز وجل:


يروي بعض المفسرين أن الله سبحانه وتعالى لما سأل سيدنا موسى قال: 

﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)﴾

[ سورة طه ]

طبعاً هذه الصيغة صيغة سؤال، الما استفهامية، إذا أردت أن تسأل فاستخدم كلمة  ما الاستفهامية، فهل يصح بحقّ الله سبحانه وتعالى أن يسأل؟ من الذي يسأل دائماً؟ الذي يريد أن يتعلم، الذي يريد أن يعلم شيئاً يجهله، فهل يحقّ هذا؟ فهل يصح هذا بحقّ الله عزّ وجل؟ قالوا: لا، ولكن هذه العصا التي بيد سيدنا موسى، قال له: يا موسى:

﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17)﴾

[ سورة طه ]

سيدنا موسى فرصة العمر أن يُناجي الله رب العالمين:

﴿ قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18)﴾

[ سورة طه ]

ألا يكفي أن يقول: هي عصاي؟ ﴿قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا﴾ يريد أن يطيل الحوار مع الله عز وجل، ﴿أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي﴾ وشعر هذا النبي الكريم أنه أطال فقــال كلمة ليعرف إذا ما إذا كان يجوز أن يطيل أو لا يطيل قال:﴿وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ فإذا كان الله يستحسن منه هذا الحوار الطويل يقول له: يا موسى وما هي تلك المأرب الأخرى؟ العملية عملية حوار مع الله عز وجل، مناجاة، ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى*قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي﴾ هنا خجل، قال له: ﴿وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى﴾ فلو أن الله عز وجل يستحسن حواره لقال له: وما هي تلك المأرب الأخرى؟ لكن الله جلّ وعلا أراد أن يُذكّره أن هذه التي بيده هي عصاه، أي انظر إليها يا موسى، دقق فيها، إنها عصاك:

﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى (17) قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى (18) قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى (19) فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى (20)﴾

[ سورة طه ]

أي أراد أن ينبهه إلى أن هذه عصاه، انظر كيف أصبحت حية تسعى، سيدنا موسى ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ﴾ قال فرعون: 

﴿ قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)﴾

[ سورة الأعراف ]

قال موسى: ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ﴾ تتألق نوراً.
 

أهل الكفر يصرفون حقيقة أهل الإيمان إلى سحر أو خرافة أو ذكاء:


قال فرعون للملأ من حوله: 

﴿ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34)﴾

[ سورة الشعراء ]

دائماً أهل الكفر يصرفون حقيقة أهل الإيمان إلى سحر أو خرافة أو ذكاء أو ما شاكل ذلك:

﴿ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (34) يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (35)﴾

[ سورة الشعراء ]

ماذا تأمرون؟ فقال الملأ من حول فرعون:

﴿ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (36) يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ (37)﴾

[ سورة الشعراء ]

هذا ساحر، استدعِ السحرة من عندك ليغلبوه، قال فرعون: 

﴿ قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنْتَ مَكَانًا سُوًى (58)﴾

[ سورة طه ]

قال موسى: 

﴿ قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى (59)﴾

[ سورة طه ]

يوم الزينة يوم العيد، يوم العطلة، وتمت المباراة في اليوم المحدد، وقدّم سحرة فرعون سحرهم أولاً، قالوا: هكذا سمعت أو هكذا قرأت أن سحرة فرعون جاؤوا بأشكال تشبه الأفاعي وضعوا فيها زئبقاً، ووضعوا الأفاعي على سطح ساخن، فلمــا تمدّد الزئبق وهو رجراج تحركت الأفاعي، ثم ألقى موسى عصاه فأخذت تلقف ما يأفكون، هذه الأفعى أكلت كلّ الحبال، وظهرت المعجزة الباهرة حقيقة ناصعة أمام فرعون، وأمام جميع سحرته، والحشد كبير الذي اجتمع لمشاهدة هذه المباراة الكبرى بين معجزة موسى وسِحر سحرة فرعون، الأمر الذي جعل سحرة فرعون يخرّون سُجداً لله عزّ وجل:

﴿ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (47) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (48)﴾

[ سورة الأعراف ]

وكان إيمان هؤلاء السحرة برهاناً دامغاً لفرعون، يُثبت له أن هذا ليس سحراً إنما هو إعجاز، وأن هذا الرجل هو نبي، هذه معجزة، موضوع أن تنقلب العصا إلى ثعبان مبين، وأن تكون يده بيضاء للناظرين، طبعاً القصة لها تتمة:

﴿ قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى (71) قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (72) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (73)﴾

[ سورة طه ]

﴿قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ﴾ أي تحتاجون إلى موافقة مني.
إيمان السحرة كان إيماناً معجزاً، لأنهم سحرة، يعرفون أن هذا سحر، أما هذا فليس بسحر، هذه معجزة. 

3- معجزة الرجز:

هناك معجزات أخرى تمت على يد هذا النبي الكريم، هي معجزة الرجز، وهي على أنواع، فهناك رجز السنين، وهي سنوات الجدب والقحط، وذلك بسبب قلة مياه النيـل، وانحباس أمطار السماء على غير عادتهــا، وهناك رجز نقص الثمرات، وهناك رجز الطوفان، وهناك رجز الجراد، وهناك رجز القُمّل، ورجز الضفادع، كثرت عندهم إلى درجة غير محتملة، وهناك رجز الدم، قال تعالى:

﴿ وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (131) وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133) وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136)﴾

[ سورة الأعراف ]  

4- انفلاق البحر:

المعجزة الرابعة: فلــق البحر، فلما مشى سيدنا موسى مع قومه بني إسرائيل باتجاه خليج السويس وتبعهم فرعون:

﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61)﴾

[ سورة الشعراء ]

فرعون بخيله ورَجِله وجماعته وأعوانه وهيبته وسيطرته وقوته يتبعــون فئة مستضعفة معهم نبيّ كريم، فلمّا وصل سيدنا موسى وأصحابه إلى ضفة خليج السويس إلى البحر، وتبعهم فرعون، قالوا:

﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62)﴾

[ سورة الشعراء ]

﴿ وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى (77)﴾

[ سورة طه ]

﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (67)﴾

[ سورة الشعراء ]

فرعون حينما أدركه الغرق، قال: 

﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)﴾

[ سورة يونس ]

فقيل له:

﴿ آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91)﴾

[ سورة يونس ]

أي يا أخي الكريم؛ يجب أن تستنبط من هذه القصة موعظة كبرى، لابدّ من أن تؤمن، ولكن إيّاك أن تؤمن بعد فوات الأوان فإن هذا الإيمان لا ينفعك، لابدّ في ساعة حرجة من أن تؤمن، ولكن بعد فوات الأوان.
وهناك معجزة خامسة وسادسة وسابعة وثامنة لسيدنا موسى، أخذنا فكرة عن بعض هذه المعجزات.
 

معجزة سيدنا صالح عليه الصلاة والسلام:


بقي علينا معجزة سيدنا صالح:

﴿ كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ (141) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (142) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (143) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (144) وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ (145) أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152) قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ (153) مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (154) قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155)﴾

[ سورة الشعراء ]

انشقّ الجبل وخرجت ناقة:

﴿ قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ (156) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (158) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (159)﴾

[ سورة الشعراء ]

 

سنة الله في خلقه:


لكن يوجد ملاحظة مهمة جداً، إن الإنسان إذا طلب المعجزة ونفّذها الله له، ولم يؤمن بعدها استحق الهلاك، لأن المعجزة آخر برهان يقدمه الله سبحانه وتعــالى لهذا الضّال فإذا لم تنفع معه المعجزة استحقّ الهلاك وانتهى الأمر، أحياناً على شكل مبسط تقول له: يا رب إذا نجحتني لا أعصيك، ينجحه فيعصيه، لابد من أن تأتي الضربة القاصمة، إن شفيت لي ابني لا أعصيك، يشفي له ابنه ويعود سيرته الأولى، أي إذا أنت طلبــت من الله شيئاً بساعة الضيق، بساعة الشــدة، وعلقت استقامتك على حصول هذا الشيء انتبه، الله سبحانه وتعالى قد يحققه لك، ولكن إذا نكثت، أو إذا خالفت، أو إذا قصرت فلابد من العذاب الأليم إن كان فيك بقية خير، ولابدّ من الهلاك العميم إذا كان الأمل مفقوداً في الخير، هذه سنة الله في خلقه.
بقي علينا المعجزة التي جاء بها النبي عليه الصــلاة والسلام هذه إن شاء الله تعالى نُرجئها إلى الدرس القادم لأهميتهما الكبيرة، وسوف نُحدثكم عن شهر الصيام لأنَّ شهر الصيام على الأبواب.

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور