وضع داكن
11-02-2025
Logo
العقيدة الإسلامية - الدرس : 38 - صفات الرسل 2
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 

صفات الرسل:

 

1- الصدق:

أيها الإخوة المؤمنون؛ مع الدرس الثامن والثلاثين من دروس العقيدة.
وصلنا في الدرس الماضي إلى موضوع عنوانه: صفات الرسل، وقد تحدثنا عن الصفة الأولى ألا وهي الفطانة، الفطنة أي الذكاء، وتحدثنا عن الصفة الثانية ألا وهي العصمة، واليوم ننتقل إلى الصفة الثالثة من صفات الرسل ألا وهي صفة الصدق، حينما وقف سيدنا جعفر رضي الله عنه أمام النجاشي وقال له: عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها: أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أهلَ جاهِليَّةٍ، نَعبُدُ الأصنامَ، ونأكُلُ المَيْتةَ، ونأتي الفَواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، ويأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلك حتى بعَثَ اللهُ إلينا رَسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه وصِدقَهُ وأمانَتَه وعَفافَهُ.

[ إسناده صحيح أخرجه أحمد ]

فالصدق من أبرز صفات الرسل عليهم السلام، ولا يرفع الإنسان عند الله شيئاً كأن يكون صادقاً، صادقاً معه، وصادقاً مع نفسه، وصادقاً مع الناس، قيل: يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلالِ كُلِّهَا إِلا الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ، أي قد يكون المؤمن حادّ الطبع، مقبول، على العين والرأس، وقد يكون المؤمن كثير الإنفاق، على العين والرأس، وقد يكون المؤمن مائلاً إلى الانطواء، على العين والرأس، وقد يكون المؤمن محباً للاختلاط، على العين والرأس، كل هذه الصفات لا تقدح في كرامة المؤمن، ولا في مكانته، المؤمنون طباع، وقد قيل: الحدّة تعتري خيار أمتي، أما أن يكون المؤمن كاذباً أو خائناً فهذا يتنافى مع إيمانه، لا يجتمع إيمان وكذب، ولا إيمان وخيانة، لذلك الصدق صفة بارزة من صفات الأنبياء عليهم السلام، وهي من أبرز صفات المؤمن، لماذا؟ لأن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، لابدّ من أن تكون أيها الأخ الكريم صادقاً، صادقاً مع الله وصادقاً مع نفسك وصادقاً مع الناس، فإذا اصطفى الله إنساناً بالوحي، وكلّفه تبليغ رسالاته للناس، وزوّده بالمعجزة التي تشهد بصدقه أنه رسول فهل يُعقل أن يكذب؟
 

المعجزات التي يأتي بها الأنبياء هي دليل صدقهم وأنهم رسل من عند الله:


اصطفاه الله وهو العليم الخبير، اصطفاه الله بالوحي، وكلفه تبليغ رسالاته للناس، وأيّده بالمعجزات التي تؤكد صدقه، أفيعقل بعد هذا أن يكذب؟ هذا شيءٌ في علم العقائد مستحيلٌ عقلاً، من الذي اختاره؟ العليم الخبير، لو أنه كَذَب على الله لكان اختيار الله غير صحيح، إذاً هذا الذي اصطفاه الله وأيّده وكلّفهُ بالتبليغ لا يُعقل أن يكذب.
الآن الرسول مُؤيد بالمعجزة، فلو كذب قبل المعجزة لكانت المعجزة تأييداً للكذب، ولو كذب بعد المعجزة لكانت المعجزة تأييداً للكذب، هذا الذي أمسك العصا فإذا هي ثعبان مبين، ما معنى هذا؟ معنى ذلك أي أيها الناس إني رسول الله، فإذا نطق بالكذب قبلها أو بعدها، فالمعجزة أصبحت تأييداً للكذب، وهذا مستحيل عقلاً، ولا يليق بحضرة الله سبحانه وتعالى أن يصطفي رسولاً يكذب عليه، ولا يُعقل أن يكذب النبي على ربه، ولا أن يُكذّبه.
فالرسول في العقيدة الصحيحة التي يجب أن تُعلم بالضرورة صادق قطعاً في كل ما يبلغ عن ربه، لذلك سيدنا سعد قال: ثلاثة أنا فيهن رجل، وفيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت أنه حقّ من الله تعالى -انتهى الأمر، من عند الخبير، من عند العليم، من عند الخالق، من عند الذي لا يغفل، من عند الغني، من عند رب العالمين-ولا سِرتُ جنازة فحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها، ولا دخلت في صلاة فشُغِلتُ نفسي بغيرها حتى أقضيها، وفيما سِوى ذلك فأنا واحد من الناس.
سيدنا موسى أشار في خطابه إلى فرعون إلى أنه شاهد المعجزة، وهذه المعجزة دليل صدقه في النقل عن ربه.
أحياناً يقول المعلم للصانع: اذهب إلى البيت واطلب منهم الحاجة الفلانية وأعطهم هذا الخاتم علامة، امرأة فيما أذكر أحد الذين أهدر النبي عليه الصلاة والسلام دمهم بعد فتح مكة، جاءت امرأته للنبي تستعطفه وتستأمنه، فقال: هو آمن، قالت: لا يصدقني، قال: هذه عمامتي دليل صدقك.
إذاً هذه المعجزات التي يأتي بها الأنبياء هي دليل صدقهم وأنهم رسل من عند الله. 
 

إذا تكلم المؤمن خلاف ما يعتقد من الحق فقد خان رسالة الله:


﴿ وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104) حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)﴾

[ سورة الأعراف  ]

أيضاً إذا شخص تشرّف، الله عزّ وجل رفعه وشرّفهُ بأن يدعو إليه، أي لو أنه تكلم بخلاف قناعته، لو أنه سكت عن حقيقة يعرفها، لو أنه بالغ في حقيقة، لو أنه قصّر عن إلقاء الحق، فقد خان الرسالة وخان الأمانة، لذلك قال الله عزّ وجل:

﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)﴾

[ سورة الأحزاب ]

لو أن أحداً قال لك: هذه حرام، وأنت تعلمها حراماً، أردت ألا تزعجه، أردت ألا تُحرجه، أردت ألا تخجل منه، أردت أن تبقى لك معه مصالح، أردت أن تنتفع منه، قال لك: هذه حرام، إذا قلت له: لا، هذه حلال، فقد سقطت من عين الله عزّ وجل، لأن يسقط أحدنا من السماء إلى الأرض فتتحطم أضلاعه أهون من أن يسقط من عين الله، يجب ألا تأخذك في الله لومة لائم، يجب أن تنطق بالحق، وكلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرّب أجلاً، ﴿حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ إذاً الرسول لا يُعقل بل مستحيل عقلاً أن يكذب على الله ولا أن يُكذِّبه، أي أن ينطق بخلاف كلام الله، لأن الله اصطفاه وهو العليم الخبير، وأمره بالتبليغ وأيده بالمعجزة، وإن كذب قبل المعجزة فالمعجزة تأييد للكذب، وإن كذب بعدها فالمعجزة تأييد للكذب.
 

شهادة الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام بأنه لا ينطق عن الهوى:


ربنا عزّ وجل شَهِد لهذا النبي المصطفى عليه أتمّ الصلاة والتسليم قال:

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3)إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾  

[ سورة النجم ]

لذلك علماء الأصول قالوا: هناك وحيٌ متلو وهو القرآن، وهناك وحي غير متلو وهو ما صحّ من الحديث الشريف، بل إن الذي يُنكِر الأحاديث الصحيحة المتواترة يُعدّ كافراً، بل إن الذي يُنكر الأحاديث الصحيحة التي تواترت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما لو أنه أنكر كلام الله، لكن بالمناسبة ليس من حقّ أحد على وجه الأرض أن يُكفِّر الناس، ليس من حقّ أحد على وجه الأرض، يجب أن يقف الإنسان موقف السيد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، قال:

﴿ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118)﴾

[ سورة المائدة ]

هذا تدخل في شؤون الله عزّ وجل، بدل أن تُكَفّره اسعَ في هدايته، بدل أن تُنَصب نفسك وصياً اسع في إرشاده:

(( عن أبي هريرة رضي الله عنه: إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم. ))

[ صحيح أبي داود ]

إذاً ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى *إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ ، قال تعالى:
 

ينبغي على المسلم أن يكون كلام الله عنده فوق كل شيء:


﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (170)﴾

[ سورة النساء ]

أي إذا أنت وجدت تصريحاً بجريدة أو قراراً بإباحة شراء السيارات أو منع بيعها، تجد السوق اختلف اختلافاً كبيراً، قال لي أحدهم مرة: بسطر واحد في الجريدة هبط سعر كل سيارة بمقدار مئتي ألف ليرة، سطر واحد، فإذا عمل إنسان تصريحاً صغيراً يُغيّر أسعار كل الحاجات، ربنا عزّ وجل خالق الكون، القرآن الكريم ستمئة صفحة فيه وعد ووعيد، فيه إنذار، وفيه إعذار، فيه توضيح، فيه تصريح، ألا يستحق خالق الكون أن تُصدقه وأن تطيعه؟ والله الذي لا إله إلا هو لو خاف الناس من ربهم كما يخافون من بعضهم لدخلوا الجنة، إذا تعلم أن هذا الإنسان إذا قال فعل، وهو يملك أن يؤذيك، وقال: هذا ممنوع، فهل تفعله؟ لا والله لا تفعله، كيف تسمح لنفسك أن تصدق إنساناً وأن تطيعه ولا تفكر في أن هذا القرآن من عند الله وفيه أوامر ونواه ما لَكَ أين أنت؟ 
لذلك قال الإمام الجنيد: ليس الولي من يفعل خوارق العادات ولكن الولي من تجده عند الأمر والنهي في المُلمات.
 

هل من المعقول أن يكذب رسول الله ويتركه الله من دون عقاب؟


لو فرضنا الله عزّ وجل السميع البصير، بيده كل شيء:

﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (4)﴾

[ سورة الحديد ]

لو أنّ رسوله كذب عليه، أيتركه هكذا؟ يقول أحدهم: والله ما كان عندي علم،هذه يقولها إنسان، ما انتبهت يقولها إنسان، ما بلغني ذلك أنه كَذَبَ عليّ يقولها إنسان، أمّا خالق الكون، ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ .

﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)﴾

[ سورة المجادلة ]

﴿ وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى (7)﴾

[ سورة طه ]

لو أنَّ نبيه كَذَبَ عليه أيتركه سُدى؟ اسمعوا الآية:

﴿ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)﴾

[ سورة الحاقة ]

لو تكلم كلمة واحدة من عنده لعاقبه الله عزّ وجل، ولكَشفَ هذا الكلام الذي لا يُطابق الرسالة.
 

الأدلة من الكتاب على نفي الكذب عن الرسل:


لمّا طلب المشركون من النبي عليه الصلاة والسلام أن يأتي بقرآن غير هذا القرآن، أو يبدّل فيه الآيات التي تمسُ معتقداتهم، قال الله له : 

﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)﴾

[ سورة يونس ]

هذا شيء مستحيل، وكلمة ﴿مَا يَكُونُ لِي﴾ من أشدّ أنواع النفي، ﴿مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي﴾ ومعنى قوله تعالى: ﴿أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي﴾ هذه إشارة إلى وجود الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم، بل إن هذا هو الدليل، وهناك أدلة أخرى، مثلاً هل تستطيع أن تقول: قال الله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا (43)﴾

[ سورة النساء ]

بحسب نص الآية الظاهري الخمر مباحة في خارج الصلاة، هذه الآية منسوخة قولاً واحداً، إذاً في القرآن الكريم آية ناسخة وآية منسوخة، وهناك أدلة كثيرة عليها، وهناك حكمة بالغة من الإثبات، ومن النسخ، ومن بقاء الآية بعد النسخ، ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ أنا مُتّبع، ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ هذه وظيفتي وهذا حجمي، ولا أستطيع أن أزيد فيه ولا أن أنقص منه، ولا أن أُبدّل، ولا أن أُغيّر، ولا أن أعدل، ولا أن أُعطل، أبداً، ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ هذه أمانة التبليغ، الذين يذهبون إلى مقام النبي المصطفى عليه أتمّ الصلاة والتسليم، ماذا يقولون أمامه في حضرته؟ أشهد أنك بلّغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشفت الغُمة، ومحوت الظلمة، وجاهدت في الله حقّ الجهاد، وهديت العباد إلى سبيل الرشاد، والله سبحانه وتعالى علّمه أن الذي يفتري عليه الكذب هو من أشدّ أنواع الظلم، الذي يفتري على الله الكذب يعمل عملاً من أفظع أنواع الظلم، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)﴾

[ سورة يونس ]

 

علاقة المؤمن بموضوع الأنبياء في نفي الكذب عنهم:


قد يقول قائل: الأنبياء لا يكذبـون، هم صادقون مُصدّقون مئة في المئة، نحن كمؤمنين ما علاقتنا بهذا الموضوع؟ إذا خرجت عن الحقيقة، إذا سكتّ عن الحق، أو نطقت بالباطل فهذا يُخرجك من الإيمان، المؤمن لا يكذب، إذا سكتّ عن الحق أو نطقت بالباطل، أي إذا أفتيت للناس ما يُرضيهم، وتعلم أنت أن هذه الفتوى لا تُرضي الله ولكن ترضي زيداً أو عبيداً، أليسَ هذا كذباً على الله؟ دعونا من موضوع أن الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه صادقون مُصدَّقون، نحن إذا أفتيت للناس بفتوى ترضيهم بها وتُغضِب الله عز وجل، أليس هذا كذباً على الله؟ إذا سكتّ عن الحق أليس هذا كذباً على الله؟ إذا نطقت بالباطل أليس هذا كذباً على الله؟ علاقتنا نحن كمؤمنين من هذا الموضوع يجب أن نعتقد اعتقاداً جازماً أنَّ المؤمن إذا كذب فقد خرجَ من إيمانه، لأنَّ المؤمن لا يكذب وهكذا قال عليه الصلاة والسلام.
امرأة قالت لوليد لها: تعال هاك، ويبدو أنها قريبة النبي عليه الصلاة والسلام:

(( عن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدٌ فى بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :وما أردت أن تعطيه؟ قالت: أعطيه تمراً!! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة. ))

[ أبو داود ]

طفل سليم عمره سنة تعال هاك، ألم تسمعوا بأن بعض المحدثين الأجلاء حينما رحل من المدينة إلى البصرة ليتلقى حديثاً عن رجل في البصرة، رآه عن بعدٍ، وقد وضع طرف ردائه هكذا مُوهماً فرسه أن فيها شعيراً، فلما اقترب منه لم يجد شيئاً فلم يكلمه، وعاد من حيث أتى، هذا كذاب، على من كذاب؟ على الفرس، ما قال لها: تعالي، فقط عمل هذه العملية، أوهمها أن في ردائه شعيراً من أجل أن تأتي الفرس لعنده، فلما لم يجد هذا الشعير عدّ هذا كذاباً، وما دام هذا الإنسان كذاباً لا يليق أن نأخذ منه حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، انتهى الأمر.
الإمام البخاري جمع ستمئة ألف حديث، واختار منها تسعة آلاف حديث فقط، صحيح البخاري فيه تسعة آلاف حديث فقط مُختارة من ستمئة ألف حديث، كم بذل من جهد؟ إذاً أجمــع أهل المِلل والنِّحل والشرائع بلا استثناء أنه لا يَتِم إثبات رسالة رسول إلا بالصدق، أي الأنبياء والمرسلون جميعاً صادقون فيما بلّغوا عن ربهم، هذا كلام خطير جداً، أي أنك إذا قرأت حديثاً شريفاً هذا ليس من عند رسول الله، هذا ليس اجتهاداً، هذا وحيٌ من عند الله، فمخالفته مخالفة لأمر الله، وطاعته طاعة لله، لذلك ربنا عزّ وجل قال:

﴿ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7)﴾

[ سورة الحشر ]

وقال ربنا عزّ وجل:

﴿ مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)﴾

[ سورة النساء ]

 

لا تثبت رسالة الرسول إلا بالصدق في كل أحواله:


الآن يوجد موضوع دقيق، لو أن الرسول كذب في موضوعات غير شرعية، ليس لها علاقة بالدين، في علاقته مع زوجته، مع بيته، مع أقربائه، مع جيرانه، لو أن الرسول يكذب في موضوعات ليس لها علاقة لها بالدين إطلاقاً، هذا الكذب في موضوعات لا علاقة لها بالدين  يُسَبب الشك برسالته كلها، فالذي يكذب في علاقته مع الآخرين يكذب عن الله عز وجل، لذلك لا تثبت رسالة الرسول إلا بالصدق، لو سمحت لنفسك أن تعتقد أن رسول الله يكذب في أمور ليس لها علاقة بالدين أبداً، الآن المؤمن لو فرضنا يُكلم ابنه، لو قال له: إذا نجحت أشتري لك دراجة، هو لا ينوي أن يشتري له إياها، يشجعه على النجاح، هذه أكذوبة، هذا السلوك لا يليق بمؤمن، لا تَعِد، وعد الحر دين، إذا وعدت فأوف، لا يليق بالمؤمن يكذب، أما النبي لو أنه كذب في شأن تافه من شؤون الحياة، في علاقة شخصية خاصة، لعُدّ هذا الكذب دليلاً على كذبه في رسالته، إذاً لا تثبت رسالة الرسول إلا بالصدق في كل أحوال النبي والرسول عليه الصلاة والسلام.
حتى أن الإيماء ليس من أخلاق الأنبياء، أي يغمز شخصاً، يفعل كذا، هذا الإيماء كأن هناك شيئاً ظاهراً وشيئاً باطناً، قال النبي عليه الصلاة والسلام: 

(( عَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ : وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ : قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ. ))

[ صحيح الجامع الصغير ]  

2- التبليغ:

الآن الصفة الثانية من صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام صفة التبليغ.
لاحظنا أيها الإخوة؛ أن الرسول مُبَلّغٌ عن الله تعالى، وأن الله اصطفاه لهذه المهمة، وأنه أمره بتبليغ جميع أحكامه وشرائعه للناس، وذلك بمقتضى قول الله عزّ وجل:

﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)﴾

[ سورة المائدة ]

أي لن يستطيع أحد أن ينالك بالأذى، لن يستطيع أحد أن يقتلك، أنت مكلف بالتبليغ والله يعصمك من الناس.
آية أخرى:

﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا (28)﴾

[ سورة الجن ]

الله عزّ وجل سيسأل الأنبياء: هل بلّغتم رسالاتي؟

﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71)﴾

[ سورة الزمر ]

يوجد عندنا نقطة مهمة جداً أن الرسل معصومون عِصمــة تامة عن مخالفـة أمر الله، معصومون من أن يُقتلَوا، النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال الله عز وجل: ﴿وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾ عصمه الله من أن يُقتل، والأنبياء جميعاً والرسل جميعاً معصومون من أن يعصوا الله عزّ وجل، لأنهم لو عصوا الله عزّ وجل، والناس مكلفون باتباعهم لصار التكليف باتباع المعصية، لصار أمر الله أن تعصي الله، يأمرك الله أن تطيع هذا الرسول وهو يعصي الله، إذاً كأنَّ الله يأمرك أن تعصيه، والله سبحانه وتعالى لا يأمر بالفحشاء، فلذلك الرسل معصومون عن مخالفة أمر الله، وأن تبليغهم جميع شريعته لخلقه مما كلفهم الله إياه، وجب علينا أن نعتقد بأن الرسل لم يكتموا عن أممهم شيئاً مما أُمروا بتبليغه، كلمة مكلف بالتبليغ لها أبعاد كثيرة، معنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام مكلفٌ بالتبليغ أي لا يمكن أن يكتم من الحق شيئاً، هذه لا تُحكى لا نتكلم بها، وهذه إذا تكلمنا بها تمسّ مكانتنا، هذا شيء مستحيل بحقّ الرسل، معصومون عن أن يكتموا شيئاً أمرهم الله بتبليغه، لأنَّ الله عزّ وجل ما اختارهم لحمل رسالته إلا ليقوموا بتبليغ شرائعه لخلقه، وأنهم معصومون عن المعصية في هذا قطعاً، إذاً معصوم عن أن يُقتَل، معصوم عن أن يعصي، معصوم عن أن يكتم، لا يكتم، ولا يعصي، والله سبحانه وتعالى عصمه عن أن يناله الخلق بالأذى.
 

الأدلة على عدم كتمان الرسل رسالات الله:


ما الذي يؤكد أنهم لم يكتموا شيئاً مما أُمِروا به؟ الدليل الأول أن الله عزّ وجل شَهِد لهم بأنهم فعلوا ذلك في مناسبات كثيرة.
الأمر الثاني أنَّ الله ذّم أهل الكتاب الذين يكتمون شيئاً من التوراة والإنجيل فلم يرض منهم هذا الكتمان وهم أفراد عاديون فكيف يرضاه ممن اختارهم لحمل رسالته؟ وهل يسكت عنهم لو كتموا شيئاً؟ وكتمان الحق من أكبر المعاصي التي لا يسكت الله عنها، لذلك قالوا: الساكت عن الحق شيطان أخرس، لو أن النبي عليه الصلاة والسلام كتم شيئاً أنزله الله إليه، وأمره بتبليغه لكتم ما قاله الله بحقه حينما قال:

﴿ عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)﴾

[ سورة عبس ]

ولكتم قصة زينب التي أُمِر النبي عليه الصلاة والسلام بالزواج منها بعد أن كانت مطلقة لمتبنّاه زيد، قال الله:

﴿ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)﴾

[ سورة الأحزاب ]

﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)﴾

[ سورة التوبة ]

لو كان بالإمكان أن يكتم النبي العدنان شيئاً من القرآن لكتم هذه الآيات، إذاً يجب أن نعتقد اعتقاداً جازماً في حقّ الرسل أنهم بلّغوا جميع ما أمرهم الله بتبليغه، اللهم قد بلّغت، اللهم فاشهد، ويجب أن نعتقد أنهم لم يكتموا شيئاً مما أُمروا بتبليغه لأنَّ الكتمان ضدّ التبليغ، فإذا وجبت لهم صفة التبليغ امتنعت عنهم صفة الكتمان، إذاً بلّغوا كل شيء ولم يكتموا شيئاً، هذه الصفة صفة التبليغ من صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام. 

3- العصمة من الأمراض المُنفّرة أو ما يخلّ بأداء رسالتهم:

من صفات الرسل أيضاً أنهم لا يتعرضون للأمراض المنفّرة، هناك أمراض جلدية مُنفّرة، هناك أمراض ولادية، هناك أمراض لا يرتاح الإنسان لهذا المنظر، قلت لكم مرة عن الأحنف بن قيس، كان قصير القامة، أسمر اللون، ناتئ الوجنتين، غائر العينين، أحنف الرجل، مائل الذقن، خفيف العارضين، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب، كان مع ذلك سيد قومه، إذا غضب غَضِب لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيم غضب؟ وكان إذا عَلِم أن الماء يفسد مروءته ما شربه، وله مواقف مُشرِّفة، لكن النبي الكريم جمع الحُسنيين، جمع كمال الخَلقِ والخُلق، أي هكذا الكمال، يجب أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام حتى في خَلقه مثلاً أعلى، قال الشاعر:

وأحسن منك لم تر قط عيني            وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرأ من كــل عيـــب             كأنك قد خلقت كما تشاء

[ حسان بن ثابت ]

* * *

هناك روايات أنَّ بعض الأنبياء خرج الدود من جلدهم، أي أوصاف مُبالغ فيها  لدرجة كيف يستطيع الناس أن ينظروا لهذا النبي وأن يجلسوا أمامه؟ لذلك لا تتعرض أبدان الرسل عليهم الصلاة والسلام لما يُنفّر الناس منهم، ويبعدهم الله عز وجل عن أعراض وأمراض تُنفّر الناس من اللقاء بهم، لكن ليس معنى ذلك أن النبي لا يمرض، لا، الأمراض العادية تُصيبه، لأنه هو بشر، اللهم إني بشر أرضى كما يرضى البشر، ويمرض كما يمرض البشر، ويجوع، ويعطش، وينام، ويتزوج، ويأكل الطعام، ويمشي في الأسواق.
وسوف نتابع بقية صفات الرسل عليهم الصلاة والسلام في درس آخر إن شاء الله تعالى.

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين  

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور