الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة المؤمنون؛ مع الدرس السابع والأربعين من دروس مدارج السالكين، في مراتب إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين، والمرتبة اليوم اليقظة.
اليقظة انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغفلة، إنسان يركب مركبة، مرتاح، اكتشف فجأة أن المِكْبَح معطَّل، ألا ينزعج؟ أما اكتشف هذا الاكتشاف، والطريق مستوٍ هكذا، والطريق خال، وبإمكانه أن يقف، فهذا الانزعاج الطارئ، ثم الحركة لنيل السلامة، هذه يقظة، يقابل هذه اليقظة الغَفلة، أخطر مرض يصيب الإنسان في الدنيا أن يكون غافلاً عن الله، غافلاً عن نهاية الحياة، غافلاً عن الآخرة، قال تعالى:
﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28)﴾

الله عزَّ وجل لا يخلق الغفلة في قلب العبد، ولكن أغفل معناها وجدناه غافلاً، قال تعالى:
﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ عاشرت القوم فما أجبنتهم! أي ما وجدتهم جبناء، عاشرت القوم فما أبخلتهم! أي ما وجدتهم بُخلاء،
﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا﴾ أي من وجدناه غافلاً
﴿مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ باللغة العربيَّة يوجد قواعد، وهناك حالات شاذَّة، والحالة الشاذَّة دائماً تؤكِّد القاعدة، طبعاً وزن أفْعَلَ يفيد التعدية، لكن هناك حالات لا يفيد التعدية، من أندر الأفعال فعل كادَ، إذا قلت: كِدُّت أقع؛ أي ما وقعت، وإذا قلت: لم أكد أقع حتى وقفت أي وقعت، الفعل إذا سبقه نفي فهو مثبت، وإن لم يسبقه نفي فهو منفي، كدت أقع وقعت؟ لم تقع، لم أكد أقع حتى وقفت، معناها وقعت، فوزن أفْعَلَ يعني الوجدان، أغفلته وجدته غافلاً، أبخلته وجدته بخيلاً، أجبنته وجدته جباناً
﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا﴾ والآية الكريمة:
﴿ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)﴾
واقع عوام الناس في غفلة، أي في المستقبل يوجد موت، هناك غفلةٍ عن الموت، بعد الموت يوجد برزخ، هناك غفلةٍ عن البرزخ، بعد البرزخ يوجد يوم قيامة، هناك غفلة عن هذا اليوم، هناك صراط، هناك غفلة عن محاسبة الله له، فجأةً يكتشف الحقيقة المُرَّة بعد فوات الأوان، أما المؤمن يعرف الحقيقة المُرَّة قبل فوات الأوان.
اليقظة حال ومرتبة من مراتب مدارج السالكين:
اليقظة حال، ومرتبة من مراتب مدارج السالكين في إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين، انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغفلة، ولله ما أنفع هذه الروعة! انزعاج القلب أحياناً سبب الصحوة، وسبب اليقظة، وسبب الهداية، وسبب السلامة، رجل بعيد عن الدين كُلّياً، من عامَّة الناس، له صديقٌ ثريٌّ جداً، يُمضي معه أكثر الأوقات، رجل ثري يبحث عن شهوته، سهرات طرب، وولائم، ونُزهات، وبساتين، وخدم، وحشم، ونساء، هكذا حياته، توفِّي هذا الإنسان الثري فجأةً، دُفِن، هناك شكوى أنه مات مسموماً من بعض زوجاته، فلابدَّ من أن يؤخَذ عيِّنة من معدته بعد الدفن، هناك رجل يعمل في سلك الشرطة، كان هو المسؤول عن فتح القبر وأخذ عينة، يصف هذا الإنسان بعد أيَّام عديدة وصفاً لا يصَدَّق؛ منفوخ، أزرق، كل عضو في جهة، فلمَّا نُقِرَ بطنه صدر صوت كبير جداً، ثمَّ أُخِذَتْ عيِّنة، هذا قبل أيَّام كان في نعيم، في بيت فخم، يأكل أطيـب الطعام، يركب أجمل العربات، كان يوجد عربات-القصَّة قديمة جداً-خدم وحشم وجوارٍ ونساء ونُزهات وبساتين، بعد يومين أو ثلاثة من دفنه أصبح بهذه الحالة، ثم هذا الإنسان حصل مشكلة حول إنزال إنسان في قبر على إنسان، فالذي مدفون سابقاً مضى على دفنه أربعون عاماً، هذا الذي سمعته، قصَّة أرويها كما سمعتها، يقسِم بالله هذا الإنسان الذي يعمل في الشرطة أن هذا الإنسان كفنه كأحسن قميص، رماد، جلده طري، هذا كان حافظاً كتاب الله، وكان إمام أحد المساجد، فهذا الإنسان من الموازنة بين هذين الشخصين، إنسان مدفون من أربعين سنة كأنه نائم، أقسم بالله وضع يده على خده فشمَّ رائحة مسك، بقيت فترة أسبوع معه، هكذا أروي القصَّة كما سمعتها، والثاني مضى على دفنه يومان، صار بشكل مخيف، فصار لهذا الشرطي يقظة، أين أنا أمشي؟ هذا مصير الانحراف، وهذا مصير التقوى والصلاح، فاليقظة أن تُصْدَم صدمة قاسية، إلى أين أنت ماشٍ؟ وأغلب الظن أن أكثر المؤمنين بعد أن يصطلحوا مع الله جاؤوا على أثر صدمة.
يوجد رجل مُلحد حدَّثتكم عنه في أسابيع عدَّة قبل أشهر، في مكتبه أستاذ رياضيات في جامعة بسان فرانسيسكو، مُلحد، دخلت عليه فتاة مسلمة محجَّبة حجاباً كاملاً، والفتيات في الصَّيف شِبْهُ عَرايا، لفت نظره هذا الحجاب، هذه الفتاة تحمل دكتوراه بالرياضيات، مهذَّبة جداً، يقول: شعرت أن فيها قوَّةً خفيَّة، وشعرت بدافعٍ شديد إلى خدمتها، وشعرت أن لها قداسةً بحيث لم أجرؤ على أن أُحَدِّقَ في وجهها، ومنذ ذلك اليوم عكف على قراءة كتب الإسلام، وانتهى مسلماً، والآن هو من أكبر دعاة أمريكا إلى الإسلام، منظر هذه الفتاة أحدث صدمة، يقظة، حالات كثيرة جداً، اليقظة انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغفلة، وما أنفع هذه الروعة! وما أعظم قدرها وخطرها! وما أشدَّ إعانتها على السلوك!
أحياناً الإنسان إذا شيّع جنازة وشاهد بعينه، قال لي أحد الإخوان: إنسان ملك، فُتِحَ النعش، حُمِل، وُضِعَ في القبر، اعلم يا عبد الله أن الجنَّة حقّ والنار حقّ، أين المُلك؟ أين القصور؟ أين السفر؟ أين الزوجات؟ بثانية مثل هذا المنظر يُحدِث يقظة، صدمة.
لي صديق يعمل مدير معمل، ليس صاحب معمل، مدير معمل، صاحب المعمل رجل يعيش برفاه منقطع النظير، حدَّثني عن بيته، بيت ثمنه قريب من مئة مليون، أجنحة، جناح شرقي وجناح غربي، ديكورات، تزيينات، فرش وثير، كله مستورد، يعيش بأناقة مذهلة، قال لي: توفي في أيام الشتاء، وفي سبعة أيَّام مطيرة مطراً غزيراً، قال لي: فُتِحَ القبر فإذا فيه مياه سوداء تجري، بعض المجاري اتّصلت بالقبر، ابنه مهندس سُئل: ماذا نفعل؟ قال: ادفنوه، يقول لي مدير المعمل: بقيت أسبوعين لم أقدر أن آكل، معلمي هنا وضعوه!! الذي كان يستورد الغطاء من فرنسا، خاص، خفيف جداً، هناك نوع من الصوف اسمه مُهير غالي الثمن، حراماته بهذا الشكل، أناقته، أكله، غرفه، قال لي: معلمي هنا وضعوه!! سبب توبته رؤية صاحب هذا المعمل مدفوناً في هذا القبر، قال تعالى: ﴿وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ أي الله عزَّ وجل كان من الممكن أن يأتي بنا إلى الدنيا دفعةً واحدة، وأن نغادرها دفعةً واحدة، ولكن شاءت حكمة الله أن نأتيها تِباعاً، وأن نغادرها تِباعاً، ليتَّعظ بعضنا ببعض.

مرَّة شَيَّعت جنازة، فُتِح القبر، وُضِعْ الميِّت في القَبر، البلاطة لا تكفي لسدِّ فتحة القبر، بقي هناك فرجة هكذا، فجاء الحفَّار وأهال التراب على هذه البلاطة، ونزل فوق الميِّت حوالي خمسة كيلو تراب، وأنا أعرف هذا الميِّت أنه أنيق جداً، نظيف كثيراً، سبحان الله! قال تعالى:
﴿وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ فألقيت كلمة على القبر، قلت: العقلُ كل العقلِ، والذكاءُ كل الذكاءِ، والفلاح كل الفلاحِ، والفوزُ كل الفوزِ، والتفوَّق كل التفوق في الإعداد لهذه اللحظة التي لابدَّ منها، لكل مخلوق، هذه اللحظة التي لابدَّ منها لكل مخلوق، إما أن يكون القبر روضة من رياض الجنَّة أو حفرة من حفر النيران، طبعاً هذه اليقظة، انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغفلة، هذه لها أثر طيب جداً، وإلا فصاحبها في سكرات الغفلة، فإذا انتبه شمّرّ بهمَّته إلى السفر إلى منازله الأولى.
لي قريب خرج من المدرسة من الصف السادس، وضعه أبوه بمحل تجاري في سوق الحمديَّة، طبعاً عمله خدمة، ينظِّف المحل، يأتي بطعام لمعلِّمه، يُكَنِّس، يملأ الإبريق، له بنت عم، هو خرج من السادس، هي أكملت إلى الصف السابع، عندما يلتقي معها تقول له: أنا صرت في السابع، مرَّة ثانية بالثامن، بالتاسع، وصل لدرجة بلغ به الألم درجة لا تُحْتَمَل، فجاء لي قال لي: أريد أن آخذ كفاءة، قلت له: أنت إلى أين وصلت؟ قال لي: أنا خالص من السادس، قلت له: رأساً كفاءة؟ قال لي: نعم رأساً كفاءة، قال لي: أي شيء تريده أنا أفعله، ولكن أريد أن آخذ كفاءة هذه السنة، أنا بعملي بالتعليم، لم أجد إنساناً طالباً صادقاً في طلب العلم كهذا الطالب، لأنه كان متألِّماً من ابنة عمه، من استعلائها عليه حطَّمته، هو للكنس، وملء الإبريق، ويحضر الطعام، وكنس المحل، وهي سابع، ثامن، تاسع، درس السابع والثامن والتاسع بسنة واحدة، وأخذ الكفاءة، أخذ البكالوريا، ودخل جامعة، هذا الاستفزاز، أحياناً الإنسان يرى مشهداً فينسحق، هذا الانسحاق سبب اليقظة، سُحق، أين كنت ماشياً؟
إلى متى أنت باللذَّات مشغولُ وأنت عن كل ما قدَّمت مسؤولُ
إلى متى؟
الانتباه من النوم أول مراتب اليقظة:
أول مراتب هذه الحال الطيِّبة اليقظة، الانتباه من النوم، والانتباه فيه انزعاج، النوم مريح والاستيقاظ صعب، قال تعالى:
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (46)﴾

فالقَوْمَةُ لله، أحياناً الإنسان يكون مستلقياً بفراشه، يتذَّكر أنه باق للدوام ثلث ساعة، فينهض سريعاً من الفراش مثل المجانين، يلبس وينطلق لعمله، أرأيت إلى هذا النهوض؟ قيل: شمِّروا فإن الأمر جِدْ، وتأهَّبوا فإن السفر قريب، وتزوُّدوا فإن السفر بعيد، وخفِّفوا أثقالكم فإن في الطريق عقبةً كؤود، يا أبا ذر جدِّد السفينة فإن البحر عميق، وأخلص النيَّة فإن الناقد بصير، وأكثر الزاد فإن السفر بعيد، أي الإنسان يجب أن يشمِّر، أما هكذا على التراخي، لابدَّ من أن يقلع، أنت لاحظ سيَّارة معطَّلة، تدفعها، تشغِّل، لا تدور، خمسة أشخاص يشعرون بالتعب الشديد، في لحظة يدور المحرِّك، تنطلق، تتركهم، لم يعد يلحق بها، لأن المحرِّك دار.
أحياناً الطائرة في المطار، أنا سافرت كثيراً، تمشي ببطء شديد، سألت مرَّة فقيل لي: إنها تنتظر أمر الإقلاع، هناك أمر إقلاع من البرج، فباعتبار الأمر يحتاج إلى وقت فإنها تمشي ببطء غير معقول، على الخمسة، تمشي وتقف، تمشي وتقف، بعد ذلك تصل إلى أول المدرج، عندما تأخذ أمراً بالإقلاع يعطيها قوة محرِّك كبيرة جداً، تزداد السرعة، أنا لاحظت السرعة بالإقلاع حوالي مئتين وثمانين، فنحن نريد مؤمناً يقلع، أولاً يستطلع، يسمع درس علم، يمشي ويقف، يقف ويمشي، يغيب درساً، يحضر درساً، يغيب ثلاثة، يحضر واحداً، يأتي آخر الدرس، لابأس مثل الطائرة قبل أن تقلع، لكن بعد هذا لابدَّ من أن يستلم المَدْرَج، وأن يعطي الطائرة أقصى سرعة كي يُحَلِّق، هذه الحالة اسمها: اليقظة.
أنا لا أذكر الآن هناك قصص كثيرة جداً لإخوة كرام حدَّثوني عنها، سبب هدايته، أحياناً منظر مخيف، أحياناً مصير إنسان فجأةً، مصير إنسان عاصٍ، مرض مخيف يعمل صحوة، لذلك قال تعالى:
﴿ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)﴾
النذير قال العلماء: القرآن، أو النبي عليه الصلاة والسلام، أو الشَّيْب، أو سنُّ الأربعين، أو سِنُّ الستين، أو المصائب نذير، أو موت الأقارب.
اليقظة أهم مرحلة يقطعها القلب حينما يصحو:
أول شيءٍ ينبغي على المريد أن يفعله أن يستنير قلبه برؤية نور التنبيه، تجد في المطارات ألوان صفراء فاقعة، اللون الأصفر موجته طويلة جداً، صارخ، فإذا كان هناك لوحات تحذيريَّة تجد أن كلها فسفوريَّة، بالطرقات العامة، بالطرقات السريعة، اللوحات التحذيريَّة كلها فسفوريَّة، لها وهج، القلب عندما يصحو قطع أهم مرحلة، اليقظة، استيقظ من أخطر مرض وهو الغفلة، الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا، قال: الكافر عندما يأتيه مَلَك الموت، ويرى مكانه في النار، يصيح صيحةً لو سمعها أهل الأرض لصُعقوا.
كان هناك رجل غير ملتزم إطلاقاً، لكنه بائع من الطراز الأول، صار معه مرض، عمره ثمان وثلاثون سنة، محله التجاري، تجد أن السوق كله لا يوجد فيه أي زبون، عنده يوجد خمسة وعشرون مشترياً، بائع من الطِراز الأول، مسواقه جيد جداً، له قريب أعرفه، مرض زاره، أراد أن يقبِّله من باب الود، فقال له: لا تنزع لي طعمة فمي، ماذا يوجد؟ قال: كانت عنده مغنيَّة قبل أن يأتيه، أي منحرف انحرافاً شديداً، ثم اكتشف أن معه مرضاً خبيثاً في الدم، تأتيه نوبات هيستيرية، يرتعد، يضطرب، يقول: لا أريد أن أموت، أحد شركائه روى لي قصَّته، قال لي: والله حينما فارق الحياة صرخ صرخةً لا يوجد إنسان بالبناء ذو الأربع طوابق لم يسمعها من شدَّة الذعر، إذا الإنسان تيقَّظ قبل فوات الأوان يكون من نعم الله الكبرى، أنه تيقَّظ قبل فوات الأوان.
الغفلة أخطر مرض يصيب الإنسان:
المشكلة أن الإنسان بغفلة، كل ما حوله يدعوه للدنيا، البيت، الطريق، المحلات التجاريَّة، العلاقات، السهرات، الولائم، النُّزُهات، إذا دخل إلى المسجد يسمع عن الآخرة، يعرف مصيره،

فإذا أنت حرمت نفسك العلم فأنت في غفلة كبيرة، معقول إنسان عمره ثمانون سنة يفكِّر بإنشاء كازينو؟ عمره ثمانون سنة، مشروعه الأول إنشاء كازينو، في أي غفلة هذا!؟ الله قال:
﴿وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ قال تعالى:
﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)﴾
لاحظ بعض الناس بشأن الدنيا يصغي لك عشر ساعات؛ تجارة، مشروع، معمل، تأسيس، سفر، بشأن الآخرة تجد أنه تثاءب رأساً، يقول لك: لا تؤاخذني عندي موعد، ملاحظ بشؤون الآخرة يوجد ملل، معنى هذا أنت غافل، تجد أنه يحفظ معلومات كثيرة جداً، أما يتذَّكر آية، ولا آية، ولا حديث، أحياناً يترضى على عنترة من معرفته بالصحابة.
قال لي أخ، له درس ديني، قال لي: والله أنا كنت أتكلَّم عن فساد المجتمع، قال: يا إخوان عمَّ الفساد، والفساد دخل إلى البيوت، قال: تأتي البنت الساعة العاشرة، أين كانت؟ إنه يتساءل، كانت مع الحبيب، الكل صلوا على النبي، هم ليسوا مع الدرس، ولا مع المعلومات، اللهمَّ صلِّ على الحبيب، أي حبيب هذا؟ ﴿وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ ولا تكن مع الغافلين، قال تعالى: ﴿وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً﴾ .
أدعية النبي لمن أصابه همّ أو حزن:
من الدعاء النبوي:
(( عن أبي موسى الأشعري: من أصابَه همٌّ أو حَزنٌ فليدعُ بهؤلاء الكلماتِ: اللهمَّ أنا عبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِكَ، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيَّ حُكْمُك، عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سمَّيْتَ به نفسَك أو أنزَلْتَه في كتابِك أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلقِك أو استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَك أن تجعَلَ القُرآنَ رَبيعَ قلبي، ونورَ صَدْري، وجِلاءِ حُزْني، وذَهابَ همِّي، قال قائلٌ: يا رسولَ اللهِ إنَّ المغبونَ لَمَنْ غُبِنَ هؤلاء الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، قال: فقولوهُنَّ وعلِّموهُنَّ فإنَّه مَن قالهُنَّ وعلَّمَهُنَّ الْتِماسَ ما فيهنَّ أذهَب اللهُ كَرْبَه وأطال فَرَحَه. ))
[ خلاصة حكم المحدث: المشهور أنه من رواية عبدالله بن مسعود المحدث: ابن كثير ]
اللهمَّ أنا عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ قضاؤك، نافذٌ فيَّ حكمك، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له السماوات والأرض، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تُحِلَّ عليَّ سخطك، أو تنزل بي غضبك.
(( عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحْولِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نَقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سُخْطِكَ. ))
أحياناً تأتي المصيبة فجأةً، فإذا كان الإنسان يقظاً أفضل ما تأتيه وهو غافل.
(( عن شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ -أي أعترف- وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ، َمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ. ))
أيها الإخوة؛ لذلك النبي اللهمَّ صلِّ عليه أمرنا بالتفكُّر بالموت كثيراً حتى تنشأ حالة اليقظة، الآن يوجد صور، يوجد نساء بالطرقات، يوجد محلات تجاريَّة، يوجد سيَّارات فخمة جداً، يوجد بيوت رائعة، يوجد بساتين، يوجد حدائق، ويوجد عمل للآخرة، يوجد مساجد، و يوجد تلاوة قرآن، ويوجد حفظ قرآن، ويوجد طلب عِلم، ويوجد تعليم علم، فإذا الإنسان غافل، عاش بالدنيا؛ بمتع الدنيا، بشهواتها، بأموالها، بتجاراتها، أما إذا صحا يعيش في أجواء الدين، أجواء القرآن، أجواء السُّنَّة، أجواء البطولات، أجواء العمل الصالح، هو الإنسان بالنهاية وعاء، له فتحة علويَّة وله صنبور سفلي، الذي تضعه في الفتحة العلويَّة تأخذه من الصنبور، أبداً، فقل لي من أين تتغذَّى تغذية ثقافيَّة أم تغذية روحيَّة؟ إذا الإنسان كان يتغذَّى بالمغذِّيات العامَّة سيكون كل عالمه كرة قدم، فنَّانين وفنَّانات، هذه التغذية العامَّة، أما إذا كانت تغذيته إسلامية، ستكون ثقافته كلها ثقافة قرآن، سُنَّة، نبوَّة، كمالاً، بطولات، أخلاقاً، فبحسب التغذية يفرز الإنسان، يفرز مما تغذّى، أهم شيء أن يكون هناك تغذية صحيحة.
﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)﴾

الإنسان عندما يستيقظ عنده ثلاث حالات؛ عنده التوبة، والاستغفار، وعمل الحسنات الماحية، والمصائب المُكفِّرة، أربعة أشياء؛ يستغفر، ويتوب، وقد يعمل عملاً صالحاً مُكفِّراً، وقد تأتيه مصيبة مكفِّرة، العمل الصالح يمحو والمصيبة مكفِّرة،
(( حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَى أُمِّ السَّائِبِ أَوْ أُمِّ الْمُسَيَّبِ، فَقَالَ: مَا لَكِ تُزَفْزِفِينَ؟ قَالَتِ: الْحُمَّى لا بَارَكَ اللَّهُ فِيهَا، فَقَالَ: لا تَسُبِّي الْحُمَّى فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ. ))
هناك شيء دقيق، الإنسان أخطأ يستغفر ويتوب، الآن ربنا عزَّ وجل قد يسوق له مصيبة مكفِّرة أو هو قد يفعل عملاً صالحاً ماحياً، بالعمل الصالح:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114)﴾
العمل الصالح ماحٍ، والمصيبة مُكفِّرة، والتوبة مقبولة، والاستغفار مقبول، أنت بين توبةٍ، واستغفارٍ، وعملٍ صالحٍ، ومصيبةٍ مكفِّرةٍ للذنب الذي سبق.
الاستغفار لا يكون صحيحاً إلا إذا رافقه مفارقة الذنب، وإلا استغفار كاذب، تستغفر وأنت مقيم على الذنب، مستحيل، من علامة صحَّة الاستغفار أن تُقْلِع عن الذنب.
حدَّثني أخ خطيب من خطباء دمشق الكبار، هو من بلد بأوروبا الشرقية أصله، قال لي: ذهبت لبلدي، اخترت أكبر جامع هناك يمكن بألبانيا، قال لي: خمسة آلاف عندهم شوق، وعندهم رغبة بسماع الخطبة، والله من فمه قال لي: كل واحد يحمل معه مسكر، أي زجاجة من المسكر ضمن المسجد، انظر إلى الجهل، ضمن المسجد يسمع الخطيب ويبكي ويشرب، والله من فمه قال لي، ما هذا؟ هل هناك جهل بعد هذا الجهل؟ إنسان بخطبة جمعة يشرب خمراً، وهو متأثِّر بكلام الخطيب كثيراً، فإذا الاستغفار لم يرافقه ترك الذنب هذا شيء مضحك جداً.
أكبر إنجاز يحققه الإنسان في حياته أن يصل إلى القبر مقبولاً عند الله:
الإنسان يستغفر ويتوب، وتأتيه مصيبة أحياناً مُكفِّرة، ويعمل عملاً صالحاً ماحياً، إذا الأشياء لم تكن صالحةً لقبول توبته يوجد عندنا بالقبر، أنا كنت أقول كلمة، الحديث القدسي: وعزَّتي وجلالي لا أقبض عبدي المؤمن وأنا أحبُّ أن أرحمه إلا ابتليته بكل سيئةٍ كان عملها سُقماً في جسده، أو إقتاراً في رزقه، أو مصيبةً في ماله أو ولده، حتى أبلغ منه مثل الذر، فإذا بقي عليه شيء شدَّدت عليه سكرات الموت حتى يلقاني كيوم ولدته أمُّه، أي أحدنا إذا وصل إلى شفير القبر مغفوراً له، يكون حقَّق أكبر إنجاز في حياته، إذا وصل إلى شفير القبر مغفوراً له، لأن عذاب القبر والعياذ بالله:
﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)﴾
آل فرعون من ستة آلاف سنة، ستة آلاف سنة ضرب ثلاثمئة وخمسة وستين ضرب اثنين، لماذا ضرب اثنين؟ غدواً وعشيّاً، والخير لأمام، هذا عذاب القبر، فإذا اجتهد أحدنا في حياته الدنيا، وصل إلى شفير القبر مغفوراً له، مقبولاً عند الله، مقبولةٌ توبته، مغفورٌ ذنبه، فهو من أسعد الناس، لذلك الله عزَّ وجل قال:
﴿ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)﴾
وإذا لم يكفه عذاب القبر يُتابَع تطهيره في جهنَّم، وقد يمكث فيها ملايين السنين، هناك معالجة في الدنيا، وفي البرزخ، وفي النار، نحن بطولتنا العُظمى أن نصل إلى القبر مقبولين عند الله، العوام لهم كلمة رائعة وهي: الله يجعلها على الإيمان.
مرَّة كنا في حفل افتتاح مسجد في منطقة الصبورة، الذي أنشأ المسجد أنشأه على نفقته الخاصَّة، مسجد فخم جداً، ودعا علماء دمشق لافتتاحه، وأُلقيت كلمات جميلة جداً، وصار هناك نوع من السرور، خرجت من المسجد وجدت بالطرف الثاني من الطريق ملهى، فيه كل القذارات، بعد أن انتهى بأسبوع فَطِسَ الذي أنشأه، قلت: سبحان الله! كيف يلقى الله عزَّ وجل؟ يلقى الله بأسوأ حال، بين أن تلقى الله بأحسن حال وبين أن تلقى الله بأسوأ حال، فالغفلة خطيرة جداً، الغفلة توصل إلى النار، مرض الغفلة أخطر مرض، يقابها اليقظة والصحوة، فإذا أرسل الله عزَّ وجل للإنسان مصائب مكفِّرة نعمة، معنى هذا أنه ضمن العناية المشدَّدة، إذا عمل هو أعمالاً صالحة ماحية أيضاً نعمة، إذا كان استغفاره صحيحاً، أقلع عن الذنب، صار هناك استغفار، وتوبة، ومصائب، وأعمال طيِّبة، إذا كل هذا كان عند الله مقبولاً وصل إلى شفير القبر مغفوراً له، وإلا يُتَابَع تمحيصُه من الذنوب في البرزخ، فإن لم يفِ البرزخ كلُّه تُتابَع معالجته في النار، وقد يمكث ملايين السنين، فالله عزَّ وجل يجعلها في الدنيا، لأن الدنيا أهون من الآخرة، النبي عليه الصلاة والسلام في جلسة مع أصحابه وقف شخص، قال له: ادعُ لي؟ قال: إني نؤوم، وكأنه قال: منافق، فسيدنا عمر غضب، قال له: ويحك فضحت نفسك، قال له: دعه يا عمر فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة، قال عن نفسه: نؤوم ومنافق، النبي الكريم قال: اللهم أذهب عنه النوم إذا شاء، واهده إلى الدين القويم، الآيات الكريمة:
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103)﴾
لليَقِظ، أما الغافل لا يخاف.
مرَّة طالب قال لي: أنا لا أخاف من الله، كلمة غريبة جداً، قلت له: أنت بالذات معك حق، قال: لمَ أنا بالذات معي حق!؟ قلت له: أحياناً الفلاح يأخذ ابنه الصغير الذي عمره سنتان إلى الحصيدة، يضعه في مكان، لو سار إلى جانبه ثعبان، طوله عشرة أمتار لا يخاف، لا إدراك، إذاً لا خوف، الخوف مربوط بالإدراك، فكل إنسان لا يخاف من الله إدراكه مُعَطَّل، فالآية الكريمة: ﴿وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ﴾ ، ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ﴾ .
﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45)﴾
﴿ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)﴾
إن شاء الله في درسٍ آخر نتابع مدارج السالكين، في منازل إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين، واليوم موضوع الصحوة أو اليقظة، انزعاج القلب لروعة الانتباه من شدَّة الغفلة، أي فيها صَعْقَة، فيها شدَّة، وهذه سبب كل خير، لذلك الله عزَّ وجل يسوق المصائب لإحداث هذه الصحوة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
الملف مدقق