وضع داكن
06-08-2025
Logo
الخطبة : 1190 - ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الخطبة الأولى:

الحمد لله نحمده، ونستعين به ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يُضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً -صلى الله عليه وسلم- رسول الله سيد الخلق والبشر ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغرّ الميامين أمناء دعوته وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.

حب الإنسان لوجوده وسلامة وجوده:


أيها الإخوة الكرام؛ أحبّ بادئ ذي بدء أن أضع مصطلحاً خطيراً هو مصطلح (شيء مصيري)، معنى (شيء مصيري): يترتب على فعله إن كان أمراً سلامتك وسعادتك، ويترتب على عدم تركه إن كان نهياً شقاؤك وهلاكك، أي قد تأكل هذه الفاكهة أو لا تأكلها، أما حينما يأكل إنسانٌ السم يموت، موضوع السم غير الفواكه، هناك أعمال إن فعلتها سعدت إلى أبد الآبدين، وإن لم تفعلها شقيت إلى أبد الآبدين، فحينما تكون الموضوعات في الدين موضوعات مصيرية فالأمر خطير جداً؛ لأنه ما من إنسان على وجه الأرض إلا وهو مفطور على حبّ وجوده، وعلى حبّ سلامة وجوده، وعلى حبّ كمال وجوده، وعلى حبّ استمرار وجوده، الستة آلاف مليون إنسان بالقارات الخمس بل من آدم إلى يوم القيامة مفطورون على حبّ وجودهم، وعلى حبّ سلامة وجودهم، وعلى حبّ كمال وجودهم، وعلى حبّ استمرار وجودهم، من أين يأتي الشقاء إذاً؟ يأتي من الجهل، والجهل أعدى أعداء الإنسان، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، لذلك أزمة أهل النار في النار أزمة جهل فقط:

﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)﴾

[ سورة الملك ]


أهمية صلاة الجمعة:


لذلك عظمة هذا الدين أن أحد أكبر عباداته صلاة الجمعة، وأهم ما في الصلاة خطبة الجمعة؛ عبادة تعليمية، أي أنت لو لم تحضر مجلس علم أنت مفروض عليك أن تحضر خطبة جمعة، وفي الخطبة شرح لآية أو شرح لحديث، حينما أمرنا الله -عزَّ وجلَّ- بالمسارعة إلى صلاة الجمعة:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)﴾

[ سورة الجمعة ]

قال العلماء: ذكر الله الخطبة، أي هذا الذي يأتي بعد انتهاء الخطبة ويقول: الحمد لله أدركت صلاة الجمعة، لا يكفي، حكمة هذه الصلاة بخطبتها.  

أنواع الذنوب:


لذلك أيها الإخوة؛ الموضوع اليوم موضوع متعلق بما يسمى (موضوعات مصيرية)، وكما قال عليه الصلاة والسلام:

(( اتَّقُوا الظُّلمَ؛ فإنَّ الظُّلمَ ظُلُماتٌ يومَ القيامةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ؛ فإنَّ الشُّحَّ أهلكَ مَن كانَ قبلَكُم، حملَهُم على أنْ سَفكُوا دِمائَهم، واستَحَلُّوا مَحارِمَهم ))

[ أخرجه مسلم عن جابر بن عبد الله ]

لذلك قالوا: الذنوب أنواع منوعة، منها ما هو من الكبائر، ومنها ما هو من الصغائر، المؤمن قد تزل قدمه فيرتكب صغيرة، لكن الكبائر خطيرة جداً، الكبائر طريق للهلاك، لكن هناك حديثاً جامعاً مانعاً عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن هناك ذنباً واحداً ينتهي بصاحبه إلى النار، وأن هناك عملاً مخلصاً واحداً ينتهي بصاحبه إلى الجنة، إذاً هذان موقفان خطيران جداً؛ موقف منك يأخذك إلى الجنة، موقف آخر يأخذ صاحبه إلى النار.

(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))

[ أخرجه البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود ]


خطورة الخيانة والكذب:


لذلك إخوتنا الكرام؛ حديث شريف أردده كثيراً لأنه خطير جداً:

(( يُطبع المؤمنُ على الخلالِ كلّها إلا الخيانةَ والكذب ))

[ أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي أمامة ]

أي قد تجد مؤمناً منطوياً على نفسه طبعه هكذا يحب العزلة، و قد تجد مؤمناً منفتحاً يحب اللقاء مع الناس، مؤمن يحب الحركة فيسافر، مؤمن آخر يحب الاستقرار، مؤمن طابعه اجتماعي، مؤمن طابعه انعزالي، مؤمن أنيق جداً، مؤمن أقل أناقة، مؤمن عصبي المزاج، مؤمن وديع المزاج، الطباع لا تعد ولا تحصى، بل كل إنسان له طبع: (يُطبع المؤمنُ على الخلالِ كلّها إلا الخيانة والكذب) ، فإذا كذب وخان ليس مؤمناً، حديث صحيح: (يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب)، والكذب: تبديل الحقائق، أي وقعت مظالم فلما احتج المظلومون كان القتل، فلما عبّروا عن هذه المشكلة جاء الكذب، هناك ظلم وهناك قتل وهناك كذب، فلذلك الكذب خطير جداً، الكذب يقلب الحقائق: (يُطبع المؤمنُ على الخلالِ كلّها إلا الخيانة والكذب) ، فالذي يخون أمانته، يخون ضميره، يخون دينه، يخون قناعاته، يخون أمته، ليس مؤمناً: (يُطبع المؤمنُ على الخلالِ كلّها إلا الخيانة والكذب)

أخطر أنواع الكذب أن يكذب الإنسان على الله -عزَّ وجلَّ-:


إخوتنا الكرام؛ الحقيقة الدقيقة الحديث الذي ذكرته قبل قليل: (إنَّ الصِّدقَ يَهدي إلى البِرِّ، وإنَّ البِرَّ يَهدي إلى الجنَّةِ، وإنَّ الرَّجلَ ليصدقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللَّهِ صدِّيقًا، وإنَّ الكذبَ يَهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يَهدي إلى النَّارِ، وإنَّ الرَّجُلَ ليَكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتَبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا) أخرجه البخاري بهذا السياق. 
إخواننا الكرام؛ الكذب أنواع، والكذب درجات، فأحياناً إنسان يكذب على زوجته بسعر بعض الحاجات، طبعاً هذا كذب، قد تقول لابنك: تعال وخذ، رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- إحدى الصحابيات تقول لابنها:

(( دعتْني أُمي يومًا ورسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قاعدٌ في بيتِنا فقالتْ: ها تعالَ أُعطيكَ، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وما أردتِ أنْ تعطيهِ؟ قالتْ: أُعطيهِ تمرًا، فقال لها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أما إنك لو لمْ تُعطيهِ شيئًا كُتبتْ عليكِ كَذِبةٌ ))

[ أخرجه أبو داوود وأحمد وابن أبي شيبة عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ]

لذلك هذه نصيحة للآباء والمعلمين: ألف محاضرة في الصدق من امرأة لابنتها تُهدَم هذه المحاضرات إذا كذبت على زوجها وابنتها تعلم، الناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، ألف محاضرة في موضوع تُلغى بسلوك مخالف لهذا الموضوع، لذلك: (يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب) ، لذلك أخطر أنواع الكذب أن تكذب على الله.

﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21)﴾

[ سورة الأنعام ]

هذا من أشد أنواع الكذب، يعني بتعبير دقيق: أن تفتي بخلاف ما تعلم، تعلم أنت الفتوى الصحيحة، فإذا أفتيت بخلاف ما تعلم لمصلحة تريدها أو ممالأة لجهة قوية، إذا أفتيت بخلاف ما تعلم وقعت في شيء كبير، وفي ذنب خطير ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾ ، وهناك بعض الأقوال: "من أعان ظالِمًا سلَّطَه اللهُ عليه" ، بل في رواية: 

(( مَن أعانَ علَى قَتلِ مؤمنٍ بشَطرِ كلِمةٍ  لقيَ اللَّهَ -عزَّ وجلَّ- مَكْتوبٌ بينَ عَينَيهِ: آيسٌ مِن رحمةِ اللَّهِ ))

[ الألباني (السلسلة الضعيفة) عن أبي هريرة   ]

لذلك قُل الحق ولو كان مراً، أبو جعفر المنصور لقي أبا حنيفة النعمان، قال: "يا أبا حنيفة لو تغشيتنا" ، قال له: "ولِمَ أتغشاكم وليس لي عندكم شيءٌ أخافكم عليه؟ وهل يتغشاكم إلا من خافكم على شيء؟! إنك إن أكرمتني فتنتني، وإنك إن أبعدتني أزريت بي، ولِمَ أتغشاكم؟!" .
إخواننا الكرام؛ موضوع دقيق، الآية الأولى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا﴾ لكن ربنا   -جلَّ جلاله- في آية ثانية رتّب الذنوب والمعاصي، والفحشاء والمنكر، والبغي والعدوان، رتّب الذنوب والمعاصي ترتيباً تصاعديًّاً، وجعل على رأس هذه الذنوب والمعاصي أكبر ذنب:

﴿ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)﴾

[ سورة البقرة ]

لذلك قال بعض العلماء: لأن يرتكب العوام الكبائر أهون من أن يقولوا على الله ما لا يعلمون، أنت حينما تقول على الله ما لا تعلم تُطمئن العاصي أو تخوّف التائب، وقد ورد: "ابن عمر دينك دينك إنه لحمك ودمك، خذ عن الذين استقاموا ولا تأخذ عن الذين مالوا"

لكلِّ عصر إنسان يسمو به:


أيها الإخوة؛ ماذا نعمل؟ قال تعالى:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ ۚ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)﴾

[ سورة النحل ]

الله -عزَّ وجلَّ- تعهد لخلقه أن يكون في كل عصر رجال على الحق، قد يكثرون في عصر وقد يقلّون، ابحث عنهم، لكل عصر واحد يسمو به، لا تخلو الحياة من أناس صادقين، أناس مخلصين، أناس يخافون الله، أناس يبتغون إلى الله الوسيلة، أناس ورعون، لكل عصر واحد يسمو به، فابحث عن أهل الحق، ابحث عن الذي لا يسألك أجراً:

﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ (21)﴾

[  سورة يس ]

أيها الإخوة؛ إذاً ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ والسؤال مفتاح العلم، لكن أنا أقول دائماً: ليس العار أن تكون جاهلاً ولكن العار كل العار أن تبقى جاهلاً، ليس العار أن تكون مخطئاً ولكن العار كل العار أن تبقى مخطئاً : ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ ، وصدّق -ولا أبالغ- إنّ الله -سبحانه وتعالى- إن رآك صادقاً في طلب الحقيقة يهديك إلى أهل الحق دون أن تشعر: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ ، ما حكم هذا العمل؟ ما حكم هذا الموقف؟ ما حكم هذا البيع؟ ما حكم هذا الشراء؟ ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ ، ليس العار أن تقول: لا أدري، لكن العار أن تقول: أدري وأنت لا تدري، لذلك جاء وفد من الأندلس إلى الإمام أحمد بن حنبل في بغداد، السير أربعة أشهر، معهم ثلاثون سؤالاً أجاب عن سبعة عشر، قال: "والباقي"؟ قال: "لا أعلم" ، قالوا: "الإمام أحمد بن حنبل ولا يعلم؟!" قال: "الإمام أحمد بن حنبل لا يعلم، نصف العلم لا أدري" ، هذه ورطة يقع بها طلاب العلم، غير معقول أن يقول: لا أدري!! يقول كلاماً من عنده، قد يُحل حراماً أو يحرّم حلالاً، "نصف العلم لا أدري" .

الكتاب والسنة مقياسان للمؤمن في كل زمان ومكان:


كنا مرة في الجامعة أعطانا الأستاذ درساً بليغاً في موضوع كلفنا به، اعتمد أحد الطلاب على كلام أستاذه، قال له: وهل تحققت من هذا الكلام؟ هذا الكلام أنا تراجعت عنه، فالمؤمن عنده مقياس؛ عنده الكتاب والسنة:

(( تركتُ فيكم أَمْرَيْنِ لن تَضِلُّوا ما تَمَسَّكْتُمْ بهما: كتابَ اللهِ وسُنَّةَ نبيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ  ))

[ أخرجه مالك في الموطأ عن مالك بن أنس ]

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)﴾

[  سورة النساء ]

من هم أولي الأمر؟ الإمام الشافعي قال: "العلماء والأمراء معاً، العلماء يعلمون الأمر، والأمراء ينفذون الأمر"، جهة مشرّعة وجهة منفذة، والآن هناك سلطات تشريعية وسلطات تنفيذية، أولو الأمر العلماء والأمراء معاً، العلماء يعلمون الأمر، والأمراء ينفذون الأمر، أي ينبغي أن يأتمر الأمير بتوجيه العالِم لأنه يعلم الحق، والأمير يملك السلطة، فإذا تعاونا تكاملا. 
أيها الإخوة؛ هناك نقطة دقيقة جداً: الخطأ في الميزان لا يُصحَح، لكن الخطأ في الوزن لا يتكرر، عندك ميزان غير صحيح وهناك فرق مئتي غرام بين كفة وكفة دائماً، لو استخدمته مليون مرة المليون وزن خطأ، أليس كذلك؟ الميزان في الأصل فيه خطأ وهناك فرق مئتي غرام بين كفة وكفة، لو استخدمته مليون مرة فالنتائج غلط، أما مرة استخدمت ميزانًا وتوهمت أنه 2 كيلو وهو كيلو، فالخطأ في الميزان لا يُصحح، لكن الخطأ في الوزن لا يتكرر، فالأفضل ألف مرة أن تخطئ في الوزن من أن يكون ميزانك مغلوطاً، فالبطولة أن تعتمد ميزاناً صحيحاً، الله -عزَّ وجلَّ- أعطانا موازين، والأرض لها موازين، القوي مرهوب الجانب، الغني الناس يقبلون عليه، الإنسان مجبول على حب الكمال والجمال والنوال، يحب المحسن، يحب الجميل، يحب الكامل، لكن البطولة أن تأتي موازينك مطابقة لموازين القرآن، الله -عزَّ وجلَّ- يقول:

﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)﴾

[ سورة الحشر ]

﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)﴾

[ سورة يونس ]

ابحث عن موازين القرآن واسأل نفسك سؤالاً محرجاً: هل موازيني تنطبق على موازين القرآن؟ إن كنت كذلك فهنيئاً لك، وإن كان لك موازين لا علاقة لها بموازين القرآن فأنت على خطر عظيم.
 

من توجه لغير الله أفقد نفسه إنسانيتها:


أيها الإخوة؛ هناك وهم عند الناس أن الإنسان إن قام بحجة قبيل نهاية حياته يغفر الله له كل ذنب قبيح، أقسم لكم بالله أنّ هذا وهم كبير، يصوم رمضان يتوهم أن الله غفر له كل الذنوب، هناك ذنب لا يُغفر وهو الشرك بالله:

﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا (48)﴾

[ سورة النساء ]

عبّرت عن هذه الفكرة بمثل؛ أنّ إنسانًا له مبلغ كبير في حلب، ركب القطار، قد يقع في أخطاء؛ اشترى بطاقة من الدرجة الأولى وركب عربة في الدرجة الثالثة، هذا خطأ، لكن القطار في طريقه إلى حلب لا يوجد مشكلة، قد يتلوى من الجوع وفي القطار عربة طعام وهو لا يعلم، أمضى الساعات الخمس في جوع شديد، هذا خطأ ثانٍ، لكن القطار في طريقه إلى حلب والمبلغ سيقبضه، قد يركب مع شباب منحرفين، صياحهم وضجيجهم وطرائفهم الخبيثة تزعجه، هذا خطأ ثالث لكن القطار في طريقه إلى حلب، أما هناك غلط كبير جداً لا يُغفر أن تركب قطار درعا والمبلغ في حلب، فالطريق هنا مسدود ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ ، أي إذا توجهت لغير الله ليس هناك شيء، عبد فقير يخاف مثلك، عبد فقير قد يكون أنانياً، قد يكون كذوباً، إذا توجهت إلى إنسان فهذا أكبر خطأ ترتكبه في حياتك، لماذا؟ لأن الإنسان خُلق لله -عزَّ وجلَّ-، أنت لله وقد سخر الله الكون كله إكراماً لك، فإذا توجهت لغير الله أفقدت نفسك إنسانيتك. 

الإنسان مخير وليس مجبر:


أيها الإخوة؛ الشيء الدقيق: أنّ الإنسان حينما يتوهم أن الله أجبره على هذا العمل يكون قد وقع في أكبر خطأ في العقيدة، أما القضية ببساطة ما بعدها بساطة، سيدنا عمر جيء له بشارب خمر فقال: "أقيموا عليه الحدّ"، قال: "والله يا أمير المؤمنين إنّ الله قدّر عليّ ذلك"، العوام يقولون: طاسات معدودة في أماكن محدودة، هذا الله شاقيه، كلام يقوله الناس كل يوم، هذا الكلام يتناقض مع العقيدة، قال: "والله يا أمير المؤمنين إن الله قدر عليّ ذلك"، فقال: "أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله"، قال له: "ويحك يا هذا إن قضاء الله لم يخرجك من الاختيار إلى الاضطرار".

﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29)﴾

[ سورة الكهف ]

﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)﴾

[ سورة الإنسان ]

﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (148)﴾

[ سورة البقرة ]

الإنسان مخير وفي اللحظة التي تتوهم فيها أنك مجبر على أعمالك خرقت أكبر محور للعقيدة، الله -عزَّ وجلَّ- لا يحاسب إلا المذنب، مرة اقتنيت كتاباً صاحبه كتب على أول صفحة بخط يده: يا رب إن سيئاتي من قضائك، أنا لا علاقة لي، هذا كفر بكمال الله -عزَّ وجلَّ-، يكتب عليك أن تكون سيئاً ثم يحاسبك؟!

أَلقاهُ في اليَمِّ مَكتوفاً وَقالَ لَهُ          إِيّاكَ إِيّاكَ أَن تَبتَلَّ بِالماء

[ الحلاج ]

هكذا خالق الأكوان؟! قال: إن الله قدّر عليّ ذلك، فقال: "أقيموا عليه الحد مرتين، مرة لأنه شرب الخمر، ومرة لأنه افترى على الله" .
إخواننا الكرام؛ مرة ثانية: (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا)
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين.

الخطبة الثانية: 

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أنواع الآيات في القرآن الكريم:


1ـ آيات كونية:

أيها الإخوة الكرام؛ العلماء قالوا: "الآية هي العلامة"، فإذا قال الله -عزَّ وجلَّ-:

﴿ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِّنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (112)﴾

[ سورة آل عمران ]

أي بما يدلهم على الله، الآية علامة لكن بعض العلماء قسموا هذه الآيات إلى أنواع ثلاثة قالوا: "هناك آيات كونية":

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)﴾

[ سورة آل عمران ]

هذه آيات كونية، والآيات الكونية قرآن صامت، والقرآن كَون ناطق، والنبي قرآن يمشي، الآيات الكونية تعرفنا بالله -عزَّ وجلَّ-. 

2ـ آيات تكوينية:

والله عنده آيات تكوينية، أفعاله آيات، حدثني أخ راكب مع إنسان في طريقه إلى المطار، سائق السيارة أراد أن يتسلى بدهس جرو صغير، فاستطاع ببراعة فائقة أن يسحق قائمتيه الصغيرتين، وتابع وأطلق ضحكة عالية أنه تمكن أن يسحق يديه فقط، أقسم لي هذا الأخ بالله العظيم أنه في الأسبوع القادم، في المكان نفسه، تعطلت إحدى عجلات السيارة، فكّ البراغي، وسحب العجلة، تعطلت الرافعة فهوت المركبة فوق العجلة، والعجلة فوق يديه، بعد ساعتين قُطعتا، أقسم لي بالله السبت الماضي قطع يدي جرو صغير وفي السبت القادم قُطعت يداه، هذه من آيات الله التكوينية، حدثني أخ في القلعة أثناء إعدام قاتل فقال لي: قبل إعدام هذا القاتل قال: قبل أن أشنق سأروي لكم قصتي: أنا لم أقتل هذا الذي اتهمت بقتله، و لكني قتلت إنساناً منذ ثلاثين سنة، كنت رئيس مخفر أودعوا عندي إنساناً فهرب فأحضرت بدوياً ووضعته مكانه، وفي اليوم الثاني أعدمته، قصة مشهورة، فالله له آيات كونية، وله آيات تكوينية، رجل يطوف حول الكعبة، ويقول: ربي اغفر لي ذنبي ولا أظنك تفعل، مشى وراءه إنسان صالح قال له: يا هذا ما أشد يأسك من رحمة الله؟ قال له: ذنبي كبير؛ دخل مرة لبيت فوجد رجلاً وامرأته وولديه، فقتل الرجل وقال للزوجة: أعطيني كل ما عندك، أعطته كل ما عندها -سبعة دنانير ذهبية- فقتل ولدها الأول، فلما رأته جاداً في قتل الثاني أعطته درعاً مذهبة -من الذهب أو مطلية بالذهب-، أعجبته، فإذا عليها بيتان من الشعر، فلما قرأهما وقع مغشياً عليه:

إذا جار الأمير وحاجباه       وقاضي الأرض أسرف في القضاء

فويل ثم ويـــل ثم ويـــل       لقاضي الأرض من قاضي السـمـاء

[ محمد الشوكاني ]

أقول هذا الكلام لكل الأطراف: سفك دم إنسان بريء يا لطيف!!

فويل ثم ويـــل ثم ويـــل         لقاضي الأرض من قاضي السماء

قيل: يوم القيامة تلتقي الأم بولدها، تقول: يا بني، جعلت لك بطني وعاء، وصدري سقاء، وحجري وطاء، فهل من حسنة يعود عليّ خيرها اليوم؟ قال: ليتني أستطيع ذلك يا أماه، إنما أشكو مما أنت منه تشكين:

﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ (101)﴾

[ سورة المؤمنون ]

توفي أحد أصحاب رسول الله اسمه أبو السائب، فجاء النبي إلى بيته، فسمع امرأة تقول: 

(( دَخَلَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتي عَلَيْكَ: لقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وما يُدْرِيكِ أنَّ اللَّهَ قدْ أَكْرَمَهُ؟ فَقُلتُ: بأَبِي أَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ، فمَن يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقالَ: أَمَّا هو فقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ، واللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو له الخَيْرَ، واللَّهِ ما أَدْرِي، وأَنَا رَسولُ اللَّهِ، ما يُفْعَلُ بي قالَتْ: فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ))

[ أخرجه البخاري عن أم العلاء عمة حزام بن حكيم ]

لو أن النبي سكت لكان كلامها صحيحًا، فسنته؛ حديثه وفعله وإقراره، (فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: وما يُدْرِيكِ أنَّ اللَّهَ قدْ أَكْرَمَهُ؟ فَقُلتُ: بأَبِي أَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ، فمَن يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقالَ: أَمَّا هو فقَدْ جَاءَهُ اليَقِينُ، واللَّهِ إنِّي لَأَرْجُو له الخَيْرَ، واللَّهِ ما أَدْرِي، وأَنَا رَسولُ اللَّهِ، ما يُفْعَلُ بي)

بطولة الإنسان أن يكون مستقيماً مع الله -عزَّ وجلَّ-:


لذلك قال عليه الصلاة والسلام:

(( إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصَّةِ، حتى يرَوُا المُنكَرَ بينَ ظَهْرانَيْهم، وهم قادِرونَ على أنْ يُنكِروه، فلا يُنكِروه، فإذا فَعَلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصَّةَ والعامَّةَ))

[ أخرجه الإمام أحمد عن عدي بن عميرة الكندي ]

هذا كلام خطير جداً يقول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ اللهَ لا يُعذِّبُ العامَّةَ بعمَلِ الخاصَّةِ، حتى يرَوُا المُنكَرَ بينَ ظَهْرانَيْهم، وهم قادِرونَ على أنْ يُنكِروه، فلا يُنكِروه، فإذا فَعَلوا ذلك عذَّبَ اللهُ الخاصَّةَ والعامَّةَ)، والدليل:

﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ  (25)﴾

[ سورة الأنفال ]

﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ(183)﴾

[ سورة الأعراف ]

شبّه الله كيده بحبل، المتانة: مقاومة قوى الشد، والقساوة: مقاومة قوى الضغط، أقسى عنصر الألماس، أمتن عنصر الفولاذ المضفور، ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ أي هذا الذي يتوهم نفسه قوياً هو في قبضة الله بأي لحظة يُدمر، فالبطولة أن تكون مع الله مستقيماً. 

الدعاء:


اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، فإنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، وإنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت، ولك الحمد على ما قضيت، نستغفرك و نتوب إليك، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك.

الملف مدقق

 والحمد لله رب العالمين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور